(الفصل العاشر ) أحــــــــــلام الأشــــــرار
استأذن الحاجب لتاجر كبير من تجار صقلية أبى أن يصرح بما جاء من أجله ولم يرض إلا بمقابلة الملك نفسه والإفضاء إليه بما يريد وكان نجم الدين بقلعة دمشق قد برحت به العلة وألزمته الفراش.
فظن الحاجب أنه يحمل توصية فى صفقة يريد أن يعقدها معنا !
فعقبت شجرة الدر قائلة: "ولعله جاء فى أمر خطير غير التجارة فقد يكون كبيرًا من رجال ذلك الملك أتى فى زى التجار ليحكم التخفى.
قال الملك وقد ارتاحت نفسه لهذا الرأى: "إذن يكون قد جاء لأمر مهم فلما مثل هذا المبعوث الصقلى بين يديه وحياه, قدم إليه الرسالة ووقف ينتظر ونجم الدين يقرأ فى عجب.
1-حملة فرنسية ضخمة متجهة إلى مصر اشترك فيها الكثير من الفرنج الطامعين فى بلادكم مزودة بالسلاح والعتاد يقودها لويس التاسع ملك فرنسا.
2- " لويس خيل له أنه قادر على غزو مصر بعدما كان الاتجاه إلى بيت المقدس لتخليصه من أيديكم.
3- حدد بعضهم الاتجاه إلى دمياط ليضربوا العرب فيها وينتقموا من طردهم منها من قبل وهى مع كل ذلك ورقة رابحة يمكن استخدامها فى المساومة عليها ببيت المقدس.
4- لويس موقن من أنه إذا فتح مصر فقد يتمكن من مفتاح الشرق كله.
5- أبحرت الحملة أيها الملك وقد أحببت أن أخطركم بها لتأخذوا حذركم.
جعل الملك نجم الدين يتململ فى فراشه والغضب يهزه وهم بالجلوس فأسندته شجرة الدر وأعاد النظر فى الرسالة ففاض الغضب به وأخذ يهدد الفرنج ويتوعدهم.
وكانت شجرة الدر تخاف عليه من أن يجتمع الغضب عليه والعلة فيزيداه مرضًا ولكنه هدأ شيئًا.
التفت إلى الرسول وحمله جزيل الشكر للملك الشجاع الأمين الوفى وأمر له بجائزة كبيرة وخلعة غالية وبعث معه رسالة تقدير للملك الشجاع، ثم أمر بأن يطير الحمام توًّا بالخبر إلى مصر.
نودى فى الجنود بالرحيل من الغد إلى دمياط وقرر نجم الدين أن يحمل فى محفة وطلب من شجرة الدر ألا تخاف ولا تعجب فسوف تكون سريرًا ناعمًا لا يحس بتعب فيه ولا مشقة فالإيمان القوى يذلل الصعاب ويحيل القتاد حريرًا ويجعل الملح الأجاج عذبًا سلسبيلًا ولابد أن يكون على رأس جيشه حتى يدفعه بروحه وعزمه فروح الجيش من روح قائدة.
وتمنى أن يعيش حتى يشهد النصر العظيم ويرى سيفه يجز عنق لويس المغرور ويلقن الفرنج الدرس الأخير .
نقل نجم الدين على محفة إلى مصر واتجه إلى أشموم طناح ليكون قريبًا من دمياط ومن هناك يدير المعركة.
06.04.2014
19:12:19
[wow][/wow]
[rand][/rand]